ديمقراطية الاسلام السياسي

ديمقراطية الاسلام السياسي

  • ديمقراطية الاسلام السياسي

افاق قبل 5 سنة

ديمقراطية الاسلام السياسي

د.سالم سريه

شق التعتيم الاعلامي الرهيب على ما جرى ويجري في غزة بعض الفيديوهات المتسربه وبالصورة والصوت (اي ليست مفبركه ) وتصريحات مفتي حماس باطاعة ولي الامر (القمع الحلال) اقول ان كل ذلك بمقدار ما تقشعر له الابدان ويثير السخط والغضب لمستوى التوحش والهمجيه في التعامل مع المظاهرات السلميه التي تطالب بلقمة العيش. فانه يشير الى ان تكسير العظام ليس الا نسخة طبق الاصل عن ممارسات اسحق رابين وسلخ الجلود والتعذيب تتطابق مع الاخوانجي المستبد عمر البشير في السودان المظلوم .فالجامعات اخترقت حرماتها والصحفيين في المعتقلات وكل هذا يستدعي ان نسلط النظر على مفهوم الديمقراطيه في قاموس احفاد البنا وسيد قطب دون تجني.

ان كل ادبيات الاسلام السياسي تنص على مبدأ : السمع والطاعه . بمعنى انه على المنتسب الى صفوفهم ان يسمع التعليمات وينفذها ولا مجال للمناقشه .فمن تعليماتهم الداخليه ان لا تقرأ اي ادبيات سياسيه او فكريه الغير واردة في منهاجهم الثقافي وان لا تشاهد الا القنوات الفضائيه الخاصه بهم حتى لا يتلوث وكما قال احد قياداتهم لحسن البنا (نحن بين يديك كالجثه تقلبها كيفما تشاء ) وحينما حاول ثروت الخرباوي مناقشة مرشد الاخوان ببعض المفاهيم فصل من الاخوان وفضح كل اسرارهم الداخليه في كتايه المعروف (سر المعبد )(موجود عالانترنت) حيث يقول في هذا الكتاب (عندما يكسب الإخوان فردا الى تنظيمهم فإنهم يقولون اليه (اخلع عقلك ونعليك قبل الدخول الى هذه الارض المقدسه ) .واذا حاول ان يناقش او يبدي رأيا آخر يفصل من التنظيم لأنه لم يخلع عقله جيدا !! وهكذا يتم صياغة عقول المنتمين للإسلام السياسي وبذلك يكون شعارهم من ليس معنا فهو ضدنا ومن ليس معنا هو ليس بمسلم فلهم الجنة ولغيرهم جهنم وبئس المصير . ومن يعارضهم بالحجه والبرهان ويدحض اقوالهم يعتبر مرتدا ويجب قتله مثلما فعلوا مع عبد الناصر ونجيب محفوظ وفرج فودة وغيرهم وعندما سأل القاضي المتهمين باغتيال فرج فودة بسبب كتابه (الحقيقه الغائبه )اجابوا بانهم تلقوا فتوى بقتله لانه مرتد من خلال الكتب التي نشرها ودحض شعارهم (الإسلام هو الحل ) وعندما سألهم القاضي هل قرأتم هذه الكتب قالوا نحن لا نعرف القراءة ولا الكتابة !!. إذن التشرنق حول الذات انجب التعصب المفرط والتحجر والتطرف .

.وهكذا ظن الاخوان ان الجماهير في غزة (وقبلها في مصر والسودان والصومال وافغانستان ) عليهم ان ينصاعوا الى الحياة التنظيمية الداخليه الاخوانيه ويسيروا صم عمي بكم لتعليمات المرشد اي ينفذوا مبدا السمع والطاعة والا اعتيروا كافرين ولهم عذاب الدنيا والاخرة .اذن قمع الجماهير بهذه الوحشيه له خلفية ايديولوجيه فهي حسب اعتقادهم قمع حلال ترضي الله ورسوله خاصة اذا شرعها مفتي حماس! .ان الحزب او التنظيم الذي يشرعن الديمقراطيه الحقيقيه بين افراده وقيادته والتي تقوم على مبدا النقاش الحر والانفتاح والتطور حين يستلم السلطه فان علاقنه مع شعبه تكون مبنيه على هذا الاساس وعل اساس ان الشعب هو مصدر التشريع .اما في حالة الاخوان فان الوصايه على الشعب من قبل قيادة مقدسه معصومة عن الخطأ فهي ديدنهم . وحينما تطرح حماس شعار : الاسلام هو الحل وان ما الحكم الا لله .حسنا فهل هناك اية في القران الكريم تنص على تكسير عظام البشر ؟ ام ان الاسلام هو دين الرحمة ودين الحوار (عشرات الايات)! الم يرد في الايه159 من سورة ال عمران على سبيل المثال: ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين) . وكما تقول حماس (وامرهم شورى بينهم)حستا هل الشورى بالعصا!,اذن من سمات الاسلام السياسي الدكتاتوريه والتوحش الملفع برداء الاسلام زورا وبهتانا.وهذا الاسلام السياسي السني لا يختلف عن الاسلام السياسي الشيعي في الغراق والمتحالفين معه فهم يرضعون من نفس الثدي ومتطابقين في الدكتاتوريه والتوحش في قمع الجماهير . الخلاصه ان من يسير عكس حركة التاريخ سيدفن في مزابلها مهما طال الزمن .وشهوة السلطه والتسلط على الجماهير ليست الا نضح هذا الفكر الظلامي المتحجر والمتخلف.وفي نهاية الصراع لن تكون الغلبة الا للشعب المغلوب على امره طال الزمان ام قصر وحسبي الله ونعم الوكيل.

التعليقات على خبر: ديمقراطية الاسلام السياسي

حمل التطبيق الأن